A Simple Key For التسامح والعفو Unveiled



مفهوم التسامح لغة: يعني التسامح السهولة والانقياد، حيث يعبر عن مدى تقبل الشخص للتسامح وجوده وكرمه في العفو عن الغير، وهو مصدر للفعل “سامح“.

مع الأخذ في الحسبان أن التسامح يأتي بمعنى العفو عن الحقوق سواء مبالغ مادية أو حقوق معنوية، ويعني أيضاً اللين والرفق وتجنب الغلظة والعنف.

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ ﷺ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ ﷺ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ ﷺ، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ ﷺ وهو يقولُ: «الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ».

قال الله تعالى في سورة آل عمران: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .[٦]

لقد حدد الإسلام أن التسامح، ليس بواجب فرض، فلا يفرض على أي صاحب حق مادي أو معنوي أن يتنازل عن حقه، أو يسامح فيه، ولكن ذلك يتوقف على رغبته فقط.

المساهمة في زيادة رُقي الشخص المتسامح الذي يُقابل الإساءة بالفعل الحسن، فيصبح الشخص مفعماً بحب فعل الخير، ويساعده التسامح في امتلاك نفسية طبيعية سويَّة لا تعرف الحقد أو البغيضة أو الكراهية.

قال تعالى: لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ .

للتسامح مزايا تمتد لتشمل أبعادًا دينية، واجتماعية، ونفسية، حيث يُعد التسامح فضيلة أساسية ترتبط بالتقوى، الرحمة، وحسن الخلق، ومن أبرز مزاياه:

في الختام، يتضح أن التسامح والعفو، هما من أعظم القيم الإنسانية التي دعا إليها الإسلام وأكد على أهميتها في بناء المجتمعات الراشدة، والذي ثبت الحديث عنهما في الكتاب والسنة، ورغم التشابهة بينهما إلا أنه يوجد فروق جوهرية قد وضحناها.

تعزيز السلام الداخلي: يساعد التسامح على نور الإمارات تعزيز السلام الداخلي في الفرد والمجتمع، حيث يسهم في خلق بيئة هادئة ومستقرة تعمل على تعزيز الشعور بالأمان والاستقرار.

في الفلسفة المعاصرة جاء تعريف مفهوم التسامح على لسان فريديريك نيتشه بأنَّه برهان يُستدلُّ به على شعور الفرد بالشك والارتياب تجاه المثل والمبادئ التي يتبناها، أما برتراند راسل فقد رأى التسامح ضرورياً لحياة الإنسان، فهو يعلِّمه تقبُّل ما لا يعجبه من أمور، والتعايش مع الآخرين من بني البشر.

يتصف التسامح بأهمية كبيرة للفرد والمجتمع، وسنذكر لكم بعضاً من جوانب أهمية التسامح فيما يلي:

نيل درجة التقوى التي جعلها الله سبحانه وتعالى لعباده العافين، إذ إنّ المسامحة والعفو هي نور الإمارات صفة من صفات العباد المتقين الذين وعدهم الله بجنات تجري من تحتها الأنهار.

جعل الإسلام الناس سواسية وجعل معيار التفاضل بينهم هو تقوى الله سبحانه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ،

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *